أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

OpenAI تطلق خدمة بحث جديدة عبر ChatGPT: تحدٍّ مباشر لهيمنة Google في مجال البحث

 في خطوة جريئة تشير إلى تغير في موازين القوى الرقمية، أعلنت شركة OpenAI يوم الخميس عن إطلاق خدمة البحث الجديدة عبر ChatGPT، مما يمثل أحد أكبر التحديات لسيطرة Google على مجال البحث خلال السنوات الأخيرة. 

الخدمة متاحة حاليًا عبر موقع ChatGPT وتطبيقاته على هواتف Android وiOS، وتهدف إلى تغيير الطريقة التي يعتمد فيها المستخدمون على الإنترنت للوصول إلى المعلومات.

OpenAI تطلق خدمة بحث جديدة عبر ChatGPT: تحدٍّ مباشر لهيمنة Google في مجال البحث


تأثير سريع على سوق الأسهم: هل تشعر Google بالخطر؟

لم يمر هذا الإعلان دون تأثير على سوق الأسهم، حيث تراجعت أسهم شركة Alphabet المالكة لـ Google بنسبة 1.5%، مما يعكس قلقًا في السوق الأوسع حول الإنفاق المتزايد على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ومدى إقبال العملاء على هذه التقنية الجديدة. يأتي ذلك في وقت تواجه فيه Google ضغوطًا متزايدة لتبرير استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال تعزيز إمكانياتها في مواجهة المنافسين.


تاريخ التطوير وتنوع المحتوى

أعلنت OpenAI عن اختبار نموذج أولي للخدمة في يوليو الخميش الماضي، واليوم، تمثل الخدمة الجديدة تتويجًا لتلك التجارب. يعتمد البحث عبر ChatGPT على نموذج GPT-4o، ويشمل مصادر معلومات متنوعة تغطي الطقس، الرياضة، الأسهم، الأخبار، والخرائط، بالإضافة إلى معلومات عامة من الإنترنت، وذلك بفضل شراكات مع مزودي بيانات آخرين وقعوا اتفاقيات مشاركة البيانات مع OpenAI.


خصائص فريدة لخدمة بحث ChatGPT

OpenAI تطلق خدمة بحث جديدة عبر ChatGPT: تحدٍّ مباشر لهيمنة Google في مجال البحث


يُعدّ البحث عبر ChatGPT تحولًا في مفهوم البحث الرقمي التقليدي، إذ يهدف إلى تقليل الحاجة إلى تكرار عمليات البحث من خلال طرح الأسئلة بطريقة محادثاتية ثم المتابعة للحصول على إجابات دقيقة ومحدثة. تُعدّ هذه الميزة تحديدًا تطورًا كبيرًا في تقديم معلومات مفصلة للمستخدمين، ويمكن أن تغير من تفضيلاتهم تجاه منصات البحث.

ومن المثير للاهتمام أن OpenAI تتيح للمستخدمين خيار جعل ChatGPT محرك البحث الافتراضي في متصفح Chrome من خلال تحميل إضافة مخصصة، ما قد يزيد من اعتماد المستخدمين على خدمة البحث التوليدية ويقلل من ولائهم لمحركات البحث التقليدية.


التوفر والفئات المستفيدة من الخدمة الجديدة

تقتصر خدمة ChatGPT للبحث حاليًا على مستخدمي ChatGPT Plus وفريق البحث، بالإضافة إلى من سجلوا في قائمة الانتظار الخاصة بـ SearchGPT، بينما من المتوقع أن تتاح للمؤسسات التعليمية والتجارية في الأسابيع المقبلة. أما المستخدمون المجانيون، فسيكونون قادرين على الاستفادة منها في الأشهر القادمة.


تهديد خطير على إيرادات Google

يمثل البحث عبر ChatGPT تهديدًا كبيرًا لـ Google، التي تعتمد بشكل رئيسي على عائدات الإعلانات عبر البحث، خاصة أن هذه الخطوة تأتي في وقت غير مناسب تمامًا، إذ تواجه Google بالفعل دعويين قضائيتين بسبب احتكارها لسوق البحث والإعلانات. وقد تؤدي هذه المنافسة إلى فرض المزيد من الضغوط عليها.

وقد زاد من صعوبة الموقف لـ Google النجاح السريع الذي حققه تطبيق ChatGPT باعتباره أحد أسرع التطبيقات نموًا، مما يجعله شائعًا بشكل كبير بين المستخدمين. ومع إضافة البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي، تزداد قوة ChatGPT كمنافس مباشر.


الحصة السوقية لـ Google وجهودها في الذكاء الاصطناعي

ما تزال Google تحتفظ بسيطرة كبيرة على السوق بنسبة 90% من حصة البحث العالمية، وفقًا لبيانات StatCounter، بينما يبلغ نصيب Bing نحو 3.96% فقط. ولا يعاني عملاق التكنولوجيا ماديًا؛ فقد بلغت إيرادات الإعلانات في الربع الأخير 65.8 مليار دولار، متفوقةً على توقعات المحللين.

إلا أن Google لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التقدم، فقد أطلقت ميزة AI Overviews التي تقدم استجابات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى جانب النتائج التقليدية. ومع ذلك، لم تنجح جهود Microsoft في إضافة تقنيات OpenAI إلى Bing في تقليص هيمنة Google بشكل ملحوظ.


خاتمة: هل سينجح بحث ChatGPT في تغيير قواعد اللعبة؟

إذا استطاعت OpenAI تحسين خدمة البحث لتتفوق على Google في تقديم نتائج دقيقة وتفاعلية، فقد يؤدي ذلك إلى تقويض حصة Google بشكل ملموس. يبدو أن عصر البحث التقليدي قد يشهد تحولًا غير مسبوق مع دخول ChatGPT، وتكمن المسألة الحاسمة الآن في كيفية استجابة Google لهذا التحدي الجديد.


تعليقات